( مقالة مقتبسة عن النهب في العراق )والذي اصبح من (الشطاره )ولكن الله يمهل ولايهمل
"النهب: الغنيمة وانتهبه أي أخذه. والانتهاب: أن يأخذها مَنْ شاء. والإِنْهاب: إِباحَتُه لمن شاء."َ
هذه الكلمات تلخص ما يدور فوق أرضٍ فيها أعظم مخزونٍ للنفط. ولا أريد أن أثبت لكم ذلك , فالذي يرى أن النهار يحتاج إلى دليل عليه أن يتواصل في البحث عنه واستحضاره أمام باقل. فالمجتمعات التي تحققت عبّرت عن ذكائها وفطنتها ودورها المؤثر في الحياة.
ولكي تنهب وتنهب عليك أن تمنع العقول من التعبير عن ذكائها وأن تطاردها وتخرجها من سوح النهب المريح. ولكي تنهب أي دار لا بد لك من إلهاء الكلاب التي تحرسه وذلك بجلب الطعام وتقديمه لها وتتركها مشغولة في التصارع عليه , فتنهب وتنهب ولازالت الكلاب لاهية بما قدمته لها. أي أن أهل الدار الذين إعتمدوا على كلاب الحراسة في تنبيههم والحفاظ على أمنهم قد تآمرت تلك الكلاب عليهم وأمّنت للنهابين إتمام فعلتهم.
قال لي أحد الأخوة: أن ما يجري في بلادنا هو أن كل واحد مشغول بالنهب , لأن جميع الرموز تنهب وتنهب.
فقلت: هل صار النهب قانون؟
فقال : بل أصبح دينا. فالعمائم تنهب وتتظاهر بالدين والكراسي تنهب وتكذب.
قلت: وما هو الحل؟
قال: إنهب ثم إنهب فحشر مع الناس عيد. وأضاف: إن الآخرين يحسبون أننا لا نستحق الحياة لأن الجميع ينهب وينهب , ثمّ لماذا نلوم مَن ينهبنا أجمعين.
قلت: هنا بيت القصيد.
قال: كيف؟
قلت: لكي تنهب ثروات أي بلد عليك أن تجعل أبناءه يدينون بالنهب ويؤمنون به ولا يجدون خيارا أفضل منه لتلبية حاجاتهم . فالنهب دين تتعبد في محرابه المجتمعات التي تحسب أن أوطانها غنيمتها وعليها أن تمعن في نهبها وبهذا تتحقق المأساة ويتواصل النهب العظيم.
نعم يا أخي إن النهب عقيدة ودين وكذلك الكذب. فلكي تقوم بعمل مشين ومنافي للقيم والمبادئ والأخلاق , عليك أن تأتي بمسوغات تبرر القيام به. ووفقا لذلك فعندما ترى الآخرين من حولك ينهبون وينهبون , تكون محصورا في زاوية السير في طريقهم وإلا تصبح شاذا وخارجا عن سلوك المجموع , فتعرض حياتك للعناء والقهر وكأنك عثرة في طريقهم المعبر عن هستيريا الرغبات المفلوتة.
وهكذا فأن العراق يعدّ غنيمة يحاوطها النهابون كل حسب قدراته ومهاراته في النهب. فالدستور في جوهره قد وضع كلمة واحدة اختصرته وعبرت عن عقيدة النهب , وقالت بصراحة أن العراق غنيمة يجب أن تتحاصصوا بها , أي أن تتقاتلوا وتمعنوا في نهبها , وكما هو معروف فأن النهابين يتقاتلون فيما بينهم لأن كل واحد منهم يريد أن يفوز بالغنيمة كاملة ولا يريد حصته منها وحسب.
وتلك هي المعضلة الأساسية في كل ما يجري في العراق. نهب ونهب وتصارع ما بين النهابين على الغنيمة التي إمتلك معظمها النهاب الأكبر , وترك الفتات للنهابين الصغار الذي أوهمهم بأنهم كبار وأصحاب قوة وسلطة وأحزاب وجماعات وفرق. وفي مجتمع يدين بالنهب , يصبح كل ما فيه عرضة للنهب والتكالب والتصارع والتفاعل الدامي الخلاق.
وقد أعطت الرموز التي برزت , البراهين الساطعة على تأكيد قدوة النهب وتحقيق سلوك النهب في المجتمع. فصار كل شيء منهوب. العقل والنفس والفكر والروح والدين والمال والماء والكهرباء والنفط وجميع الثروات. وضاعت في هذا الضجيج الحقوق والواجبات , فالحق منهوب وكذلك التطلعات. ولهذا تراكمت الويلات وتعاظمت الخيبات وصار نهب الناس من أوطانهم من أربح التجارات!
فانهب وانهب ودعهم يتنعمون بالإنفجارات!
"النهب: الغنيمة وانتهبه أي أخذه. والانتهاب: أن يأخذها مَنْ شاء. والإِنْهاب: إِباحَتُه لمن شاء."َ
هذه الكلمات تلخص ما يدور فوق أرضٍ فيها أعظم مخزونٍ للنفط. ولا أريد أن أثبت لكم ذلك , فالذي يرى أن النهار يحتاج إلى دليل عليه أن يتواصل في البحث عنه واستحضاره أمام باقل. فالمجتمعات التي تحققت عبّرت عن ذكائها وفطنتها ودورها المؤثر في الحياة.
ولكي تنهب وتنهب عليك أن تمنع العقول من التعبير عن ذكائها وأن تطاردها وتخرجها من سوح النهب المريح. ولكي تنهب أي دار لا بد لك من إلهاء الكلاب التي تحرسه وذلك بجلب الطعام وتقديمه لها وتتركها مشغولة في التصارع عليه , فتنهب وتنهب ولازالت الكلاب لاهية بما قدمته لها. أي أن أهل الدار الذين إعتمدوا على كلاب الحراسة في تنبيههم والحفاظ على أمنهم قد تآمرت تلك الكلاب عليهم وأمّنت للنهابين إتمام فعلتهم.
قال لي أحد الأخوة: أن ما يجري في بلادنا هو أن كل واحد مشغول بالنهب , لأن جميع الرموز تنهب وتنهب.
فقلت: هل صار النهب قانون؟
فقال : بل أصبح دينا. فالعمائم تنهب وتتظاهر بالدين والكراسي تنهب وتكذب.
قلت: وما هو الحل؟
قال: إنهب ثم إنهب فحشر مع الناس عيد. وأضاف: إن الآخرين يحسبون أننا لا نستحق الحياة لأن الجميع ينهب وينهب , ثمّ لماذا نلوم مَن ينهبنا أجمعين.
قلت: هنا بيت القصيد.
قال: كيف؟
قلت: لكي تنهب ثروات أي بلد عليك أن تجعل أبناءه يدينون بالنهب ويؤمنون به ولا يجدون خيارا أفضل منه لتلبية حاجاتهم . فالنهب دين تتعبد في محرابه المجتمعات التي تحسب أن أوطانها غنيمتها وعليها أن تمعن في نهبها وبهذا تتحقق المأساة ويتواصل النهب العظيم.
نعم يا أخي إن النهب عقيدة ودين وكذلك الكذب. فلكي تقوم بعمل مشين ومنافي للقيم والمبادئ والأخلاق , عليك أن تأتي بمسوغات تبرر القيام به. ووفقا لذلك فعندما ترى الآخرين من حولك ينهبون وينهبون , تكون محصورا في زاوية السير في طريقهم وإلا تصبح شاذا وخارجا عن سلوك المجموع , فتعرض حياتك للعناء والقهر وكأنك عثرة في طريقهم المعبر عن هستيريا الرغبات المفلوتة.
وهكذا فأن العراق يعدّ غنيمة يحاوطها النهابون كل حسب قدراته ومهاراته في النهب. فالدستور في جوهره قد وضع كلمة واحدة اختصرته وعبرت عن عقيدة النهب , وقالت بصراحة أن العراق غنيمة يجب أن تتحاصصوا بها , أي أن تتقاتلوا وتمعنوا في نهبها , وكما هو معروف فأن النهابين يتقاتلون فيما بينهم لأن كل واحد منهم يريد أن يفوز بالغنيمة كاملة ولا يريد حصته منها وحسب.
وتلك هي المعضلة الأساسية في كل ما يجري في العراق. نهب ونهب وتصارع ما بين النهابين على الغنيمة التي إمتلك معظمها النهاب الأكبر , وترك الفتات للنهابين الصغار الذي أوهمهم بأنهم كبار وأصحاب قوة وسلطة وأحزاب وجماعات وفرق. وفي مجتمع يدين بالنهب , يصبح كل ما فيه عرضة للنهب والتكالب والتصارع والتفاعل الدامي الخلاق.
وقد أعطت الرموز التي برزت , البراهين الساطعة على تأكيد قدوة النهب وتحقيق سلوك النهب في المجتمع. فصار كل شيء منهوب. العقل والنفس والفكر والروح والدين والمال والماء والكهرباء والنفط وجميع الثروات. وضاعت في هذا الضجيج الحقوق والواجبات , فالحق منهوب وكذلك التطلعات. ولهذا تراكمت الويلات وتعاظمت الخيبات وصار نهب الناس من أوطانهم من أربح التجارات!
فانهب وانهب ودعهم يتنعمون بالإنفجارات!