(مقالة مقتبسة)
في عهد النظام السابق,وبينما استطاع احد التجار ان يستورد كمية كبيرة من الاحزمة الرجالية (الصينية) وان يغزوا الاسواق العراقية بها وان يبيعها بسعر رخيص جدا اثر كثيرا في ارباح باقي التجار,لم يجد بعض التجار الجشعين من وسيلة لتدمير ذلك التاجر الذي نافسهم وارخص تجارتهم سوى ان يبثوا اشاعة مغرضة تقول بان هذه الاحزمة الرخيصة تحتوي في اداة القفل على قطعة مغناطيسية تبث اشعاعات كيمياوية تؤثر في خصوبة الرجل وقدرته الجنسية!!!.وحيث ان الجميع يخشى على "خصوبته" لذلك امتنع الجميع عن شراء تلك الاحزمة وبارت سلعة ذلك التاجر واعلن افلاسه!!.
نفس الخدعة مارسها بعض الجشعي مع احد التجارالجدد حين استورد كمية كبيرة من "العلك" التركي واصبح يبيعه بسعر رخيص جدا,فلم يجد منافسيه من التجار سوى بث اشاعة تقول بان هذا العلك اسرائيلي وانه يحوي على مواد تؤثر في خصوبة الرجل والمراة,وحيث ان الجميع يخشى على "خصوبته" فقد امتنع الناس عن شراء ذلك العلك رغم رخص سعره وطعمه الطيب,وبالتالي بارت سلعة ذلك التاجر وانسحب من التجارة بعد ان عجز عن مجارات الحيتان الكبار!!.
تعتبر العصائر السعودية من اكثر العصائر رواجا في السوق العراقية لسببين الاول لطعمها الطيب,وثانيا لسعرها المناسب على خلاف العصائر والشرابت الايرانية كمشرب "زمزم" الذي استقبحه العراقيون ولم يستطعموه فبار وانمحى ولم يجد من يستورده حاليا رغم ان ايران حاولت الترويج له ببعض الفتاوى الدينية على غرار من شرب عصير زمزم كان كمن زارا القمقم! .و قد استطاع مشروب عصير "ميزو" السعودي من اكتساح السوق العراقية رغم انه لم يمض على وجوده في الاسواق العراقية سوى سنتين فقط,لكن بسبب طعمه الطيب ونكهته المميزة فقد اكتسح الاسواق العراقية وارتفع سعره 50% عن سعره الذي دخل به اول مرة,حتى غدا اغلى العصائر الموجودة في الاسواق العراقية (سعر العلبة العائلية بالمفرد بلغ الف وسبعمائة وخمسين دينار).
بالاضافة الى "ميزو" السعودي يوجد مشروب "راني" المعروف على مدى اوسع بسبب قدم الشركة المصنعة وشياع صيتها,وقبل فترة اسبوعين تقريبا,ومع كثرة اقبال الناس على شرب العصائر ,اختفى مشروب راني من الاسواق العراقية بصورة مفاجاة رغم انه كان منتشرا بكثرة في بداية رمضان, بعد اقل من اسبوع عاد مشروب رانيا للظهور في الاسواق لكن بارتفاع سعره من ثمانية الف دينار عراقي للصندوق العائلي (الصندوق يحتوي على ستة عبوات من الحجم العائلي) الى ثمانية الاف وخمسمائة دينار,وارتفع سعر المفرد للعبوة الواحدة من الف ونصف دينار الى الف وسبعمائة وخمسين دينار. أي ان التجار وبعميلة احتكار بسيطة لم تتعدى الاربعة ايام استطاعوا رفع سعر العبوة بمقدار السبع!!.
قبل خمسة ايام,فوجيء العراقيون بخبر غريب ومثير ومريب صادر عن الوقف الشيعي (وليس وزارة التجارة ولا التقييس والسيطرة النوعية ولا عن جهاز ااستخبارات!) يقول ما يلي:
دعا ديوان الوقف الشيعي جميع العراقيين إلى توخي الحذر والدقة لكشف مخطط القاعدة الخبيث المتضمن توزيع مشروب( الميزو ) مضاف اليه مادة الزرنيخ السامة الى المواطنين خلال المناسبات الدينية في شهر رمضان المبارك.
وأوضح مصدر مسؤول في الديوان انه وبناءاً على معلومات وردت من وزارة الداخلية بشان نية القاعدة توزيع مشروب الميزو السام إلى المواطنين فان الوقف الشيعي يحذر كافة متولي وائمة المساجد والحسينيات من تقبل هذا المشروب الذي ينوي تنظم القاعدة توزيعه بذريعة الأجر والثواب ضمن المناطق الشيعية والمراقد المقدسة خلال مناسبات شهر رمضان المبارك خصوصا ليلة القدر والأيام العشرة الأواخر منه واكد المصدر انه يدعوا كافة المواطنين إلى التعاون مع الأجهزة الأمنية من اجل كشف هذا المخطط الخبيث حفاظاً على سلامة الجميع.
الوقف الشيعي يحذر متولي المساجد والحسينيات من توزيع شراب الميزو لورود معلومات حول تسميمه من قبل القاعدة.
هل صحيح ان الاستخبارات العراقية اصبحت من القدرة على اكتشاف مخططات القاعدة الى هذه الدرجة من الدقة بحيث تستطيع تشخيص حتى نوع المشروب الذي سيستخدمونه لتنفيذ مخططاتهم وهم الذين لحد الان لم يستطيعوا ان يحددوا هوية الانتحاري الذي فجر نفسه في جموع المتطوعين رغم ان جثته اصبحت في ايديهم (ما زال قاسم عطا يرجح ان يكون ذلك الانتحاري سوريا رغم انهم يقولون انه عراقي من اهل الفضل!)؟؟.
وهل صحيح ان مادة الزرنيخ متوفرة بهذا القدر عند تنظيم القاعدة بحيث يستطيع ان يفرط بها بهذا الشكل العشوائي؟؟,
وهل عجز تنظيم القاعدة عن استخدام هذه المادة فلم يجد غير ان يسربها داخل علب الشربت؟؟,
ثم لماذا اختار شربت "ميزو" ولم يختر شربت اخر اكثر رخصا خصوصا وانه يعاني من ازمة مالية كما يقولون؟؟؟.
هل اصبحت وزارة الداخلية احد المنافسين في استيراد العصائر؟؟,
وهل صحيح ان ديوان الوقف الشيعي استلم خمسين الف دولار مقابل تسريب مثل هذا الخبر؟؟,
وهل صحيح ان العراق اصبح بهذا المستوى من الفساد بحيث اصبحت وزارة الداخلية تباع وتشترى بياناتها في سوق الشورجة؟؟؟.
بالنسبة لي فقد كان وقع هذا الخبر طيبا في نفسي وعلى "جيبي",لانني من هواة شربت "ميزو",رغم اني كنت اتمنى ان يشمل ذلك التحذير شربت "راني" ايضا,حتى لا يواصل صعوده الاسطوري بحيث يصعب معه الافطار عليه في العام القادم,ان كان هنالك عام قادم .
ودمتم سالمين